يعرف المغرب تطورا عمرانيا في جميع المناطق، حيث أن التزايد السكاني في البلاد يوازيه تزايد في إنشاء المشاريع العقارية والعمرانية، من أجل تطابق العرض مع الطلب، فرغم المشاكل التي يعاني منها قطاع العقار في المغرب، إلى أن الاستثمار في هذا القطاع يعد الأكثر ربحا وتوازنا.
من أجل الحصول على دخل مستقبلي قار، يستمر معك طول الحياة وبشكل متوازن، لن تجد استثمارا أكثر ثقة وثبات من ناحية الربح المنتظم، غير الممتلكات التي تعرض للإيجار، سواء كانت هذه العقارات محلات تجارية أو شقق أو منازل أو غيرها من العقارات، حيث أن التضخم لن يؤثر على دخلك من الإيجار، نظرا لأن معدله يتطور مع مرور السنين.
سوق العقار في المغرب يشهد نوعا من عدم الثبات في السنين الأخيرة، فهو يتذبذب ما بين الصعود والنزول. لكن الأمر الجيد، هو أن الناس دائما في حاجة إلى كراء وشراء العقارات، سواء من أجل خلق مشروع تجاري في أحد المحلات التجارية، أو من أجل السكن لمدة طويلة أو قصيرة، حيث أن فئة الطلبة والسياح، والشباب الحديثي التخرج أو الزواج يعتبرون الزبناء الأكثر بحثا عن الشقق والمنازل والفلل للكراء.
نصائح للاستثمار في العقار بشكل سليم
أن تستثمر في العقار وأن يدر عليك دخلا مربحا وعلى الأمد الطويل أمر ممكن، لكنه بطبيعة الحال ليس سهلا كما يراه العديد من الناس، حيث أن القطاع يعرف العديد من الوافدين الجدد على مجال الاستثمار في العقارات، نظرا لما يوفره كمصدر دخل ثانوي مستقر، وقادرٍ على أن يكون ضمانة لسنوات ما بعض التقاعد.
الدخول في قطاع الاستثمار في العقارات،يتطلب دراسة مطولة وحريصة، بعدها يأتي التفكير مليا لإيجاد العقارات التي بإمكانها أن توصلك إلى مبتغاك، ومن التأكيد أنه على كل مستثمر في العقار الحرص على إيجاد إطار متوازن بين الاستثمار العقاري كمصدر دخل ثانوي أو مصدر رزق أساسي.
في البداية يجب تحديد الأهداف من هذا الاستثمار العقاري، عن طريق تحديد العقار المناسب لك، وهل تسعى إلى الربح السريع أو الطويل المدى، ووضعه نصب أعينك قبل شراء عقارك الأول، كما من الواجب التفكير في المبالغ المالية المهمة التي ستدفعها في بداية استثمارك، حيث إذا كنت تخاف من دفع مبالغ كبيرة مقابل شراء عقارات ذات قيمة، وإصلاحها ودفع تكاليفها، من الأفضل أن تفكر في استثمار آخر غير العقار.
التشاور وعدم التسرع في أخد القرار من شيم النجاح، فلا تقتني عقار ما فقط لأنه بدى مناسب لك من الناحية الجمالية أو الثمن، بل فكر في مستقبل المنطقة التي يقع فيها العقار، وما الاستثمارات التي من الممكن أن تدر دخلا على المدى الطويل، بالإضافة إلى الاطلاع على العديد من العقارات، حيث أصبح من السهل الوصول إليها عن طريق المواقع الإلكترونية كموقع ساروتي، وفي الأخير من الواجب تحدي جميع العراقيل لأن النجاح لا يأتي بسهولة.
الاستثمار في الشقق والمنازل.. مشروع مربح بامتياز
بالنسبة للطلبة الزبناء مثلاً، فالمشاريع العقارية التي تشيد في المدن الكبرى، بمحاذات الجامعات والمدارس العليا، تعد منصة خصبة للعديد من المستثمرين، حيث أن الطلبة الذين يتوافدون من جميع أنحاء المغرب من أجل الدراسة في أحد المدارس العليا التي لا تتوفر في مدنهم، يتجهون إلى كراء الشقق بكثرة من أجل تفادي التنقل في كل مرة، و الحرص على التركيز على دراستهم، كما أن أسعار الكراء للطلبة تعتبر مربحة جدا نظرا لأنهم يتشكلون من مجموعات سواء 3 أو 4 أشخاص أو أكثر, و يكترون شققا مفروشة بثمن يتراوح ما بين 3000 درهم و5000 درهم، على حسب سعة الشقق وقربها من المدارس التي يقصدها هؤلاء الطلبة، إضافة إلى العديد من العوامل الجانبية التي يبحثون عنها، حيث أن الثمن المطروح لا يشكل عائقا للطلبة نظرا لأنهم يقتسمون المبلغ فيما بينهم، مما يجعل العملية ترضي الطرفين، أما بالنسبة للشباب الحديثي الزواج أو التخرج، ففي الحالتين كلتيهما يميلان إلى كراء الشقق بدل شرائها و الخوض في مشاكل الديون مع البنوك.
في حين أن السياح المغاربة و الأجانب، والذين أضحوا يفضلون كراء الشقق على النزول في الفنادق، حيث أن اقتناء شقة في أحد المدن التي تشهد رواجا سياحيا، كمدينة مراكش و أغادير و تطوان و غيرها، يشكل استثمارا مربحا، رغم أنه يظل موسميا في بعض الأحيان، إلا أن سومة كراء الشقق السياحية، كتلك التي تتوفر على مساحات خضراء و حمامات سباحة، و العديد من مرافق الاستجمام، ترتفع كثيرا في فصل الصيف، حيث أنها تكترى لليلة واحدة بسعر يتراوح ما بين 500 درهم و 3000 درهم، على حسب المدينة و كذا الخصائص الأخرى كعامل القرب من المناطق السياحية المشهورة، من الشواطئ و من المناظر الجميلة. أما الشقق العادية فهي الأخرى لا تقل قيمة عن نظيرتها السابقة، حيث أن المغاربة من الفئة المتوسطة و الأقل من المتوسطة، هم بدورهم يقومون بالسفر إلى مدن أخرى من أجل الاستمتاع بعطلة الصيف، حيث تشكل هذه الشقق مرتعا لهم، و التي يتراوح سعر الليلة فيها ما بين 300 درهم و 600 درهم، مما يعني سواء كنت تمتلك شقة في مكان سياحي و مواصفات ذات جودة عالية فهي ستدر عليك ما يفوق 31000 درهم إن كنت تكتريها بسعر ألف درهم للشهر، في حين إن كنت تمتلك شقة عادية في مكان سياحي فهي قد تدر عليك ما يقارب 10000 درهم في الشهر، مما يعني أنك في فترة فصل الصيف فقط، قد تجمع ثروة تمكنك من توسيع نشاطك الاستثماري في العقار.
المحلات التجارية.. استثمار مدر للدخل على المدى الطويل
مشروع عقاري آخر مربح أكثر لكنه يتضمن تكلفة أكبر، وهي المحلات التجارية، حيث أن ميدان كراء العقارات التي تهم المحلات التجارية على اختلاف أنواعها سواء الصناعية أو الحرفية أو المكتبية أو غيرها، يعتبر أمرا مربحا ويدر دخلا منتظما و كبيرا، حيث أن كبريات الشركات العالمية أضحت تميل أكثر إلى كراء المحلات التجارية بدل اقتنائها، و التي من شأنها أن تدر عليك دخلا كبيرا عبر عقد كراء طويل الأمد. إن الكراء في المدن المغربية التي تشهد رواجا اقتصاديا، مثل العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، و حسب الإعلانات التجارية في المواقع الإلكترونية التي توفر عروض الكراء و الشراء كموقع ساروتي، تم تسجيل ارتفاع مهم في عدد الإعلانات المخصصة لبيع وكراء المحلات التجارية، حيث تربعت مدينة الدار البيضاء على المركز الأولى في نسبة الإعلانات تليها كل من مراكش وطنجة، ثم مدن الرباط, أغادير, فاس, مكناس والقنيطرة.
إحصائيات من شأنها أن توضح أن فكرة الاستثمار عن طرق امتلاك محل تجاري وعرضه للكراء، أضحت فكرة رائجة للجميع، كيف لا وثمن كراء محل تجاري في منطقة المعاريف بالدار البيضاء يتراوح ما بين 30 000 درهم و 100 000 درهم، و السعر بإمكانه أن يرتفع على حسب النشاط التجاري الممارس, الموقع،و سعة المحل، في حين إذا طرحنا مثال كراء محل تجاري في أحد الأحياء الشعبية فهو الآخر يعتبر أمرا مربحا خصوصا إذا كان النشاط التجاري للمحل يتعلق ببيع الملابس، أو مقهى أو محل للمأكولات، حيث أن هذه المجالات تعتبر الأكثر نشاطا في المغرب.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر المدن الجديدة التي تقع بالمقربة من المدن الكبيرة، والتي أضحت تجذب عددا هائلا من السكان في الآونة الأخيرة، نظرا لإنشاء العديد من المشاريع السكنية الاقتصادية والمنخفضة التكلفة، استثمارا حقيقيا ومربحا في جميع الأحوال سواء عن طريق إعادة بيعها بعد 5 سنوات، حيث ترتفع قيمتها بما يقارب 20 في المائة، أو كرائها أو خلق مشروع محل تجاري لنفسك، نظرا لأن تلك المناطق تعتبر في حاجة إلى العديد من الضروريات (البقالة، الصيدليات، المدارس، المقاهي…).
أيوب برض