احتضنت قاعة المؤتمرات بفندق Barcelo بالدار البيضاء يوم الأربعاء 20 شتنبر2017، ثاني لقاء تواصلي لوحدة الوسطاء العقارين المستقلين لشركة “ساروتي”، بعد اللقاء الأول الذي نظم في شهر ماي الماضي، حيث جمع هذا اللقاء المستشارين العقاريين التابعين لشركة “ساروتي“، بمختلف المدن المغربية بالجهات الأربع للمملكة، بهدف عرض النتائج المحققة خلال الربع الثاني من سنة 2017، والأهداف المسطرة خلال الربع الثالث من السنة ذاتها، ومناقشة مختلف الإكراهات التي تعيق تنفيذ برنامج العمل، واقتراح الحلول الممكنة وفق رؤية تشاركية يشارك فيها الجميع.
افتتح اللقاء بكلمة المدير العام لشركة “ساروتي” إسماعيل بلخياط الزوكاري، الذي تطرق في البداية إلي الإطار العام الذي يدخل ضمنه هذا اللقاء التواصلي، منوها بجهود المستشارين العقاريين، ممثلي الشركة في مختلف ربوع المغرب، حاثا الجميع على بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق الأهداف المبرمجة سلفا، حيث أشاد بروح التعاون السائدة بين فريق العمل كل حسب تخصصه، ليقدم بعدها برنامج اللقاء الذي توزع بين عرض عام حول خلق قناة “ساروتي” على اليوتوب، والتطرق إلى الجانب التقني للعمل، وأهم الخطوات التي يمر بها المستشار العقاري، إلى جانب عرض النتائج والاستراتيجية التجارية للشركة، ثم عرض لمراحل التتبع والمواكبة، ليتم إسدال الستار على اللقاء بمائدة مستديرة لطرح المشاكل الإكراهات.
بدأ البرنامج بعرض قدمته المكلفة بالقسم الصحفي داخل الشركة شيماء الزهراوي، التي تطرقت إلى المشروع الجديد المتعلق بإنشاء قناة على اليوتوب، لعرض ريبورتاجات ترتكز على أخذ أراء الشارع المغربي حول العقار، بمختلف أحياء مدينة الدار البيضاء، حيث سيتم تعميم التجربة لتشمل باقي المدن المغربية، قصد الوصول إلى أكبر جمهور ممكن، عبر التركيز على الصورة التي تعتبر سلاح العصر. كما أبرزت طريقة الاشتغال والأهداف المسطرة مستقبليا.
بعدها تم تقديم عرضين متعلقين بالجانب التقني للعمل، حيث تم من خلالهما الحديث عن كيفية معالجة المعلومات والمعطيات التي يوفر المستشار العقاري لتكوين بنك معلومات خاص بالشركة، إلي جانب مختلف المراحل والمساطر التي يمر عبرها إدراج الإعلانات عبر البوابة الخاصة ب”ساروتي”، منذ المرحلة الأولى التي تبدأ بالبحث عن سماسرة العقار وما يليها من مراحل كثيرة أخرى.
وشهد هذا اللقاء التواصلي أيضا، تقديم النتائج المحققة خلال الربع الثاني من السنة الحالية، والتي اتسمت بتحقيق أرقام جيدة، حيث تم تسجيل أزيد من 60 ألف إعلان، أي بمعدل شهري بلغ 10 ألف ، واستقطاب 2000 زبون من سماسرة العقار، بالإضافة إلى تسجيل التحاق مدن جديدة مثل العيون الجسيمة خريبكة، وغيرها من المدن التي نجحت وحدة الوسطاء العقارين في استقطابها، وذلك عبر إستراتيجية عمل تقوم بالأساس على استعمال الوسائل الالكترونية الحديثة للبحث والتقصي واكتشاف مناطق واعدة جديدة، ثم العمل الميداني للوسطاء العقارين، إلى جانب تنظيم عدد من اللقاءات التواصلية مع المهنيين، والتي تم من خلالها استقطاب 300 زبون جديد بعدد من المناطق.
ويبقي الطموح كبيرا في تحقيق 250 زبون شهريا لكل وسيط عقاري، مع توسيع الرقعة الجغرافية لنشاط “ساروتي” ليضم مناطق جديدة، خاصة تلك التي تعرف نقصا، مع التفكير مستقبلا في خلق وكالة ممثلة للشركة حسب كل جهة، لتعزيز سياسة القرب من المهنيين ولضمان تعاون أفضل.
ونظرا لأهمية المواكبة المستمرة والدائمة لعمل الوكلاء العقاريين، من أجل ضمان نتائج جيدة ومعالجة المشاكل التي تعيق عملهم اليومي، تم عرض النتائج النهائية لبحث أنجز خلال شهر غشت الماضي، والتي كانت أبرزها مشاكل تقنية بالنسبة للسماسرة عند معاودة الولوج إلى الحساب الخاص يهم، ثم غياب التفاعل المستمر بالنسبة لبعض أصحاب الحسابات، إلى جانب وجود وكالات مستقلة قائمة بذاتها.
حيث تم عرض هذه النتائج أمام المستشارين العقاريين، والاستماع إلى الشروحات المتعلقة بهذه النتائج، قصد تكوين نظرة شاملة بأمل وضع حلول ناجعة لمواجهة مثل هذه الإشكالات مستقبلا، وتفادي الوقوع فيها.
واختتم اللقاء بعقد مائدة مستديرة شكلت فرصة سانحة للمستشارين العقارين، لطرح مختلف المشاكل والإكراهات التي تواجه عملهم اليومي وتعيق تطوره، وطرح البدائل والحلول الكفيلة بتجاوزها، ولعل أبزر هذه المعيقات التي أجمع الكل عليها، تلك التي تتمثل في مشاكل تقنية ترتبط بالنظام المعلوماتي المعتمد من طرف الشركة، والتي تعيق في بعض الأحيان تفاعل السماسرة من ذوي المعرفة المحدودة بالتكنولوجيا، ثم صعوبة كسب ثقة السماسرة وإقناعهم بجدوى الاشتغال مع “ساروتي”، إضافة إلى الحاجة إلى خلق وسائل لتسهيل العمل اليومي لهؤلاء المستشارين العقارين، دون أن ننسي مشكل الأمية في استعمال وسائل التواصل الحديثة من طرف فئة عريضة من السماسرة ، مما يضاعف من مسؤوليات هؤلاء المستشارين العقاريين المتواصلين معهم.
اللقاء خرج بجملة من التوصيات والحلول المقترحة من مختلف المتدخلين، من أجل تجويد الخدمات التي تقدمها “ساروتي”، والرفع من المر دودية، وتحقيق الأهداف المسطرة لهذه السنة، والتي تروم في مجملها جعل البوابة العقارية “ساروتي” العين الأولي على العقار بالمغرب.
ولعل أبرز الحلول المقترحة في هذا الإطار، إدخال تعديلات على تطبيقات النظام المعلوماتي المتبع لخلق مرونة أكبر، وتفادي فرار الزبناء غير الملمين بالتكنولوجيا، ثم تخصيص وسائل مهنية لتسهيل عمل المستشارين العقارين، علاوة على خلق شبكة للتواصل بين السماسرة داخل كل مدينة على حدة، لتحقيق تعاون أكبر وتكثيف الجهود، مع التركيز على تعزيز التعاون الداخلي لمواجهة المنافسة الخارجية.
وعن أهداف اللقاء التواصلي وأهم مخرجاته، يقول المدير التجاري المكلف بالوكلاء العقاريين المستلقين نبيل الطويل “إن الهدف من هذا اللقاء التواصلي هو الاجتماع مع الفرق التجارية “لساروتي”، والمتواجدين بمختلف مدن المغرب، حيث يكمن دورهم في البحث عن الوكلاء العقاريين قصد استقطابهم، حيث تقوم الشركة بدعمهم لتحقيق التطور الذي يطمحون إليه”.
وأضاف أن “اللقاء نظم بهدف معرفة المشاكل والإكراهات التي تعيق عمل هؤلاء المستشارين العقارين، حيث تم التطرق لمجموعة من المشاكل التي يعانون منها، في مقدمتها صعوبة الولوج إلى الانترنيت والجهل بكيفية استخدام وسائل التكنولوجيا في صفوف سماسرة العقار، إضافة إلى مشاكل تقنية”.
يقول نبيل الطويل“إن الهدف المستقبلي يبقى هو مضاعفة عدد الإعلانات التي وصلت اليوم إلى 60 ألف إعلان، ليبلغ الضعف خلال الثلاث أشهر القادمة، بالإضافة إلى توفير ظروف جيدة تروم خلق تعاون مثمر مع الوسطاء العقارين”.
وعرف اللقاء عدد من المداخلات من طرف المستشارين العقاريين الحاضرين، الذين عبروا عن وجهات نظرهم الخاصة، فيما يعانيه القطاع كل حسب مدينته، والسبل الكفيلة بتجويد عملهم، حيث يختلف الأمر من جهة إلى أخرى، في هذا الصدد يؤكد نبيل التازروتي القادم من جهة الشمال على أن ” جهة الشمال لها عدد من الخاصيات التي تميزها عن الجهات الأخرى، فهي تضم عدد مهما من المدن والمناطق السياحية مثل مارتيل ، المضيق، الفنيدق، والتي تعرف إقبالا كبيرا عليها خلاله فصل الصيف، لذلك نركز الجهود خلال هذه الفترات من السنة لجذب أكبر عدد من الزبناء”.
ومن البديهي جدا أن يواجه هؤلاء أثناء عملهم الميداني، جملة من المشاكل والإكراهات، والتي يجملها نبيل التازروتي في “صعوبة كسب ثقة الوسطاء العقارين”، حيث تعتبر تلك أهم حلقة في مسلسل إقناعه.
من جهته يؤكد زكرياء الخيارة أحد ممثلي “ساروتي” بجهة الجنوب على أن “الأهداف المستقبلية بالنسبة له تبقي التركيز على المناطق التي لا تعرف حركية كبيرة فيما يخص تواجد الوسطاء العقارين، مثل مدن بني ملال والجديدة، مع تغطية مناطق ومدن جديدة”.
ومر اللقاء في أجواء طبعها الحماس والوعي بأهمية التعاون بين الجميع من أجل تجويد العمل والرفع من المر دودية، مع ضرب موعد بعد ثلاثة أشهر من ألان لتقييم النتائج وتسطير أهداف جديدة.
خديجة الشافي