لشراء أو كراء شقق أو منازل أو أي عقار أخر، كان يلجأ المغاربة قبل بضع سنوات إلى الوسطاء العقاريين، أو كما يطلق عليهم بالمصطلح الشعبي ” السماسرة”. في عصر التكنولوجيا الرقمية والإنترنيت عموما، لا تشكل المملكة المغربية استثناءً، بل هي الأخرى أضحت تقوم برقمنة قطاعاتها المختلفة، بما في ذلك القطاع العقاري، الذي يعتبر أحد أهم مصادر الاستثمار في المغرب. اليوم، العديد من الأسر تستخدم مواقع الإعلانات العقارية للعثور على منازل أحلامهم، وذلك ببضع نقرات فقط، ويربحون عن ذلك عامل الوقت والجهد وفي بعض الأحيان لا توجد عمولة السمسار كذلك، حيث يمكن للشخص الاتصال بمالك العقار مباشرة ومساومة السعر.
تلعب التكنولوجيا الرقمية في عصرنا الحالي، دورًا رئيسيًا في التطوير من المستوى العقاري بشكل سريع وعملي، حيث تعمل على تعزيز بيع واستئجار العقارات، حتى أن المستثمرين والمقاولين العقاريين من أجل تسويق مشاريعهم الجديدة، لا يترددون في استخدام التقنيات الجديدة المطروحة، هذا هو الحال ينطبق أيضا لغيرهم من المهنيين في هذا القطاع، ويعرض لكم موقع ساروتي اليوم، فقرة ”زوم” على تأثير العالم الرقمي على تطوير القطاع العقاري في المغرب.
تسويق مشاريع عقارية جديدة بفضل التكنولوجيا الرقمية
أصبحت التكنولوجيات الجديدة اليوم، ضرورة في العديد من المجالات من أجل استقطاب أكثر قدر ممكن من الأرباح، حيث يمكن أن يؤدي اعتماد التكنولوجيا الرقمية إلى تعزيز وتطوير المشاريع، وكذا توسيع نطاق هدفها والانفتاح على الأسواق أخرى، من جهة أخرى يعتبر القطاع العقاري هو واحد من المجالات الأكثر تأثرا بالعالم الرقمي. في الواقع، منذ ظهور شبكات التواصل الاجتماعية، العديد من المتخصصين في مجال العقارات، أصبحوا يعيدون النظر في تقنيات التسويق التقليدية، حيث أغلبهم اليوم يميلون إلى التسويق الرقمي، من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المشترين المحتملين وبتقنيات عالية سواء عن طريق التقنية الثلاثية الأبعاد أو الفيديوهات التي لا تكلف الكثير، هذه المميزات تعتبر ثورة حقيقية تعطل الوسائل التقليدية المستخدمة منذ سنوات خلت وكانت تكلفهم أموال طائلة.
اليوم، يبدأ العديد من المشترين والمستأجرين في المستقبل بحثهم عن السكن من خلال بحث بسيط عبر الإنترنت، بدل البحث في الأزقة والشوارع عن السماسرة والتجول من أجل البحث عن منزل يتوفر على 60 في المائة من متطلعاهم، حيث عن طريق الإنترنت أصبح الخيار موسعا وعن بعد ودون عناء، من ناحية أخرى لا يعتبر الزبناء المستفيدين الوحدين فقط، بل حتى مهنيي القطاع، حيث ساهم بشكل كبير التطور الرقمي في زيادة عمليات البيع والشراء في المغرب. اليوم، المستثمرين والمقاولين العقاريين وجدوا في العروض الرقمية أداة تسويقية فريدة تشمل التسويق والإعلان والمبيعات والاتصالات، حيث يمكن لهؤلاء المهنيين أيضًا متابعة عملائهم وحتى تشهير مشاريعهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال.
ساروتي.ما البوابة العقارية الرائدة في المغرب… تشارك في رقمنة القطاع
يتميز الازدهار الرقمي في المغرب بظهور العديد من مواقع الإعلانات، خاصة أولئك الذين يتخصصون في العقارات. هناك نوعان من هذه البوابات العقارية، تلك المخصصة فقط للأفراد وأولئك الذين يعملون كوسيط بين المهنيين في القطاع والعملاء الذين يبحثون عن عقار. هذا هو حال موقع ساروتي، الذي أطلق خدماته في المغرب سنة 2014، ويستضيف الموقع إعلانات المستثمرين والمقاولين العقاريين وكذا الوكالات العقارية ووكلاء العقارات المستقلين، الكل يجتمع في موقع واحد مهني، يقدمون عروضهم المختلفة لفائدة ما يفوق 22 ألف زائر يوميا يلج الموقع.
كما تستخدم ساروتي مواقع التواصل الاجتماعي، سواء فايسبوك أو انستغرام من أجل وضع إعلانات هؤلاء المهنيين العقاريين المنخرطين مع موقع ساروتي، خاصة أن صفحة البوابة العقارية تتجاوز 1000000 مشترك. كما يستخدم الموقع أيضًا العديد من وسائل الإعلام لجذب المزيد من العملاء المحتملين وزيادة مستوى تسويق صورته في السوق التكنولوجية.
المشاريع السكنية الجديدة، والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
لا يختلف اثنان على أن مواقع التواصل الاجتماعي أضحت المرتع الجديد من أجل الاستثمار والتسويق، نظرا للكم الهائل من الوافدين عليها من جل أنحاء العالم، حيث ان شبكات التواصل الاجتماعية هي الآن وسيلة سهلة وغير مكلفة من أجل تسويق مشروع عقاري جديد، ووفقاً لمتخصص مواقع التواصل الاجتماعية ”We Are Social’‘، فإن المغرب لديه حوالي 16 مليون مستخدم، نظرا لأن الإنترنيت للجميع ولا توجد فئة عمرية محددة لمستخدميه وفئة طبقية، فكل منهم يلج المواقع على الإنترنيت بطريقته ويبحث عن مبتغاه به. في نفس النسق، لا يعني تكاثر المواقع الإعلانية على الإنترنيت بالضرورة انتهاء الصفقات العقارية التقليدية بين الوسطاء، أي وكلاء العقارات المستقلين والوكالات العقارية، حيث لا تزال يحافظ البعض على عاداته القديمة، في حين البعض الأخر تكيف مع الاتجاه الجديد للرقمنة واستخدام المواقع أو الشبكات الاجتماعية للتواصل من أجل تطوير المردود.
المشاريع الجديدة والتي تستهدف جميع الطبقات الاجتماعية في المغرب، استعمل ملاكها الإنترنيت بطريقة ذكية من أجل تسويق صورة مؤسساتهم وكذا مشاريعهم العقارية، حيث أن التسويق على الإنترنت يكلف أقل من نظيره على التلفاز أو الراديو، بل هو يصل إلى أعداد من الناس أكثر من الطريقتين السابقتين.
تقنيات أخرى لتسويق المشاريع العقارية
قبل سنوات بدأ القطاع العقاري يشهد ركودا واضحا، لكن بعد ظهور العديد من التقنيات الجديدة التي أحدثت ثورة في معطيات المبيعات، حيث أصبح الواقع الافتراضي اليوم، حليف المستثمرين و المقاوليين العقاريين الذين يرغبون في تعزيز بيع منتجاتهم واستقطاب أكبر عدد من الزبناء في أقل وقت. من الآن فصاعدًا لم يعد من الضروري التخطيط والتنقل لزيارة منزلك المستقبلي، يكفي الزيارة افتراضيا بفضل تقنية الفيديو بزاوية 360 درجة، حيث يقدم هذا الحل رؤية بانورامية لكل ركن من أركان العقار ويسهل على البائع والمشتري العديد من المراحل.
أيوب برض