يشهد المغرب تحولا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة بالعديد من مدنه الكبرى، خصوصا مدينة الدارالبيضاء التي تتوسع عمرانيا بشكل كبير مع مرور السنوات، حيث تم إنشاء العديد من المدن الجديدة في ضواحيها، نظرا للطلب المتزايد على السكن في العاصمة الاقتصادية، والتي تستقطب كل سنة المئات من السكان الجدد سواء من أجل الدراسة أو العمل.
العديد من الأحياء في الدار البيضاء غيرت من جلدها وأضحت تشكل مرتعا خصبا للاستثمارات العقارية في الآونة الأخيرة، فبما أن ساكنة البيضاء تعرف تزايدا كبيرا في النمو الديموغرافي، مما جعل من الحكومة تطرح العديد من الحلول من أجل توفير السكن لفائدتهم، سواء عن طريق إطلاق مشاريع جديدة في الضواحي، أو التصريح لبعض الأحياء من أجل إنشاء عمارات سكنية ضخمة.
في السنوات العشر الأخيرة أحياء 2 مارس و بسكورة و عين السبع، طبعوا بشكل كبير العديد من المشاريع العمرانية التي تهم توفير السكن لفائدة المواطنين، فعلى سبيل المثال منطقة عين السبع و التي كانت قبل بضع سنوات منطقة صناعية بامتياز، تضم كبريات الشركات العالمية و المغربية، و العديد من الفلل الصغيرة التي كان يقطنها عمال و أصحاب الشركات، أضحى حي عين السبع اليوم منطقة خصبة للاستثمار، حيث أنه بعد إطلاق إمكانية تشييد عمارات سكنية من 4 و 5 طوابق، هدمت العديد من الفلل الصغيرة و تم بناء عمارات شاهقة في مكانها، و طرحت للبيع بأثمنة تتراوح ما بين 8000 درهم و 15000 درهم للمتر المربع. الثمن المرتفع للعقار لم يأتي عبثا، حيث أن حي عين السبع أضحى اليوم من الأحياء الراقية في العاصمة الاقتصادية، نظرا لتوفره على العديد من المميزات التي لا تتوفر في جل الأحياء، من بينها إطلالته الجميلة على شاطئ عين السبع الذي تمت إعادة تهيئته بشكل جديد، بالإضافة إلى مشروع تهيئ حديقة عين السبع التي من المنتظر أن تصبح أكبر حديقة ترفيهية في المغرب، ناهيك عن الخط الثاني للطرامواي الذي يمر من قلب الحي و يصله بجميع أحياء العاصمة الاقتصادية.
ومن أجل توفير مجموعة من المعلومات عن الوضع العقاري في حي عين السبع، قام موقع ساروتي.ما بإجراء لقاء صحفي مع عزيز البرهمي، وسيط عقاري بمنطقة عين السبع، والذي يعتبر أحد أنشط الوسطاء العقاريين في المنطقة، وطرحنا عليه الأسئلة التالية.
ما الفرق ما بين الشكل العمراني لعين السبع اليوم و قبل عشر سنوات؟
منطقة عين السبع قبل عشرة سنوات من الآن كانت حيا معروفا بنشاطه الاقتصادي، حيث كانت تتوفر على المصانع الكبرى، و العديد من الفلل التي كان قاطنيها في تلك الحقبة من الأجانب أصحاب الشركات و رجال الأعمال، و بعد مرور السنوات بدأت منطقة عين السبع تغير من جلدها تدريجيا، حيث تم إنشاء مشاريع عقارية كبرى بالمنطقة و تم توفير مجموعة من شقق السكن الاقتصادي في المشروع الذي أنشأته مجموعة الضحى بمحاذاة مرجان عين السبع، فيما تم إنشاء أحياء الأمل واحد و اثنين و التي بدورها عرفت إنشاء شقق متوسطة و اقتصادية، مكنت من استقطاب العديد من المواطنين إلى حي عين السبع، في حين منطقة عين السبع قرب الشاطئ و التي تعتبر من المناطق الراقية في الدارالبيضاء، خصوصا بعد المشاريع التي أضحى ينشئها العديد من المستثمرين العقاريين، عن طريق شراء الفلل الصغيرة و هدمها و بناء عمارات سكنية فخمة من أربع و خمس طوابق تحتوي على مصاعد و مرأب للسيارات. أضحت اليوم منطقة عين السبع بالقرب من الشاطئ تشهد ارتفاعا كبيرا في العقار، حيث أن سعر المتر المربع بالنسبة للشقق التي تتراوح سعتها ما بين 60 متر مربع و 80 متر مربع، يطرحها المقاولين العقاريين للبيع بأثمنة تتراوح ما بين 60 مليون سنتيم و 100 مليون سنتيم على حسب المقومات التي تتوفر عليها العمارة و قربها من الشاطئ، في حين الشقق التي تقع بمحاذاة مرجان عين السبع و التي تهم شقق السكن الاقتصادي و المتوسط فسعر المتر المربع في المنطقة أضحى يضاهي 6000 درهم، بعدما كانت قبل ثلاث سنوات لا تتجاوز 4000 درهم.
كيف ترى المشاريع العقارية التي تم تشييدها في المنطقة؟
المنطقة اليوم أضحت من الأحياء الراقية في العاصمة الاقتصادية، بسبب المشاريع الكبرى التي تم تهيئيها و الأخرى التي لا تزال في طور الإنجاز، حيث أن التزايد الكبير لعدد المباني بالمنطقة سيضاعف النمو الديموغرافي بها، نظرا لأن الفلل التي كانت تأوي عائلة تضم على الأكثر 5 أو 6 أفراد، الآن بسبب هدمها و بناء عمارات تضم 14 شقة و إقامات سكنية تفوق الشقق المتواجدة بها 40 شقة، ستجعل من حي عين السبع منطقة تعج بالسكان. هذا العامل من الأكيد أنه سيطور من اقتصاد المنطقة، و يعطيها حيوية أكثر، كما أن جمالية عين السبع التي كانت تعرف بالفلل الصغيرة و التي تآكلت جلها بفعل عوامل التعرية لقربها من الشاطئ، ستتغير لتصبح كمناطق 2 مارس و بوركون، التي أضحت مناطق راقية في الدار البيضاء بامتياز، ناهيك عن العقارات التي تم تشييدها من أجل الأنشطة المكتبية و التي ستجذب العديد من الاستثمارات و فرص الشغل لحي عين السبع.
ما هي الأسباب التي قد تستقطب ساكنة العاصمة الاقتصادية للسكن في عين السبع؟
أظن أن المميزات و المرافق التي تتوفر عليها منطقة عين السبع، من حدوها أن تستقطب ساكنة الدارالبيضاء و كذا المدن المجاورة، فيكفي أن نذكر أن منطقة عين السبع تضم جميع المرافق العمومية حيث تتوفر العديد من المقاطعات في جل مناطق عين السبع، بالإضافة إلى المرافق الصحية نظرا لتوفرها على مستشفى محمد الخامس و العديد من المصحات الخاصة، ناهيك عن الأسواق الكبرى مثل مرجان و كارفور و ديكاتلون للملابس الرياضية و الذي يزوره جميع ساكنة الدارالبيضاءnمن أجل التبضع. أما إن تحدثنا عن المرافق الرياضية فشاطئ عين السبع يعد القبلة المفضلة لساكنة الحي من أجل ممارسة الجري و لعب كرة القدم، فضلا عن الملاعب المعشوشبة التي تقدر بحوالي 15 ملعبا مقسما على جميع مناطق الحي. أما من الناحية الترفيهية و رغم أن الأشغال لا تزال لم تنتهي في حديقة عين السبع، و التي من المنتظر أن تصبح أكبر حدائق الحيوانات في افريقيا و أجملها من ناحية التهيئة و المرافق حيث أنه رصد لها مبلغ 250 مليون درهم للمشروع، ناهيك عن المقاهي التي تقع قبالة الشاطئ و المطاعم الفاخرة، في انتظار انطلاق تهيئ كورنيش عين السبع الذي سيصبح متنفسا لساكنة الدارالبيضاء.
بالإضافة إلى أن عين السبع تضم جميع المواصلات التي تربطها بجميع انحاء الدارالبيضاء حيث يتم تهيئ الخط الثاني للطرمواي والذي يمر من أمام حديقة عين السبع وكذا محطة القطار عين السبع والتي تربط الحي بجميع أنحاء البلاد. كل هذه العوامل والمقومات بإمكانها أن توفر العيش الكريم لفائدة الساكنة الجديدة التي ترغب في الاستقرار في عين السبع، دون أن ننسى فرص العمل المتوفرة في المنطقة، نظرا لضمها أحد أكبر المراكز الصناعية في المغرب والتي تضم شركات عالمية مختلفة الصناعات.
أيوب برض